أعلنت الهيئة العامة للنقل النهري عن وفاة سائحة إيطالية إثر حادث تصادم بين فندقين عائمين في محافظة الأقصر، في حادث أثار تساؤلات واسعة حول تكرار مثل هذه الوقائع وتأثيرها المباشر على قطاع السياحة، أحد أهم مصادر الدخل القومي.

 

ووفقًا لبيان رسمي صادر عن الهيئة العامة للنقل النهري مساء أمس الأحد، وقع الحادث في تمام الساعة الثامنة مساءً بمنطقة هويس إسنا، أثناء تحرك الفندق العائم المسمى "أوبرا" قادمًا من أسوان في اتجاه الأقصر.

 

وأوضحت الهيئة أن الفندق كان قد تجاوز الهويس بمسافة تُقدّر بنحو كيلومترين، عندما فوجئ بقيام سائق الباخرة السياحية "بوريفاج" – المتحركة من الأقصر في اتجاه أسوان – بمناورة حادة ومفاجئة من أمامه.

 

وأكد البيان أن هذه المناورة تمت بالمخالفة الصريحة لقواعد الملاحة النهرية، والتي تنص بوضوح على إعطاء أولوية المرور للفندق المبحر مع اتجاه حركة المياه، وهو ما لم يتم الالتزام به في هذه الواقعة، حيث هدفت المناورة – بحسب البيان – إلى الوقوف على مرسى الحديقة الدولية.

 

وأسفر التصادم عن انبعاج بمقدمة الفندق العائم "أوبرا"، في حين تعرض الفندق العائم "بوريفاج" لتهشم ثلاث كبائن، إلى جانب وفاة إحدى نزيلاته، وهي سائحة تحمل الجنسية الإيطالية.

 

ويشير البيان إلى وقوع بعض الإصابات بين الركاب، وسط حالة من الذعر بين السائحين المتواجدين على متن الباخرتين، بحسب شهود عيان.

 

وتمثل السياحة النيلية أحد أبرز عناصر الجذب السياحي خاصة للسائحين الأجانب القادمين لزيارة آثار الأقصر وأسوان، إلا أن مثل هذه الحوادث، خصوصًا عندما تسفر عن ضحايا أجانب، تترك أثرًا سلبيًا بالغًا على صورة المقصد السياحي المصري، وتغذي مخاوف السائحين من غياب معايير الأمان.

 

 

الحادث الأخير ليس واقعة معزولة، بل يأتي ضمن سلسلة متكررة من حوادث التصادم والمخالفات الملاحية التي تشهدها المجاري المائية، لا سيما في المسار السياحي بين الأقصر وأسوان. وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول مدى الالتزام بقواعد السلامة، وكفاءة الرقابة، وجدية تطبيق القوانين المنظمة للملاحة النهرية.

 

تكرار الحوادث… أزمة متصاعدة

 

ويرى متابعون أن تكرار هذه الحوادث يعكس خللًا هيكليًا في منظومة إدارة النقل النهري، سواء على مستوى تدريب قائدي الوحدات العائمة، أو في آليات المراقبة والعقوبات الرادعة للمخالفين.